أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اللمة الجزائرية :: تعرف على الجزائر من أهلها جزائري : منتدى ثقافى ، سياحي ، تعليمي ، نقاشي ، تطويري ، برمجي ، رياضي ، ترفيهي ، سياسي متخصص بالشوؤن الأسرة.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولكل القونين المنتدى

 

 تجسيد الاسطورة الفرعونية في البالية المعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اميرة الورد
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
اميرة الورد


عدد المشركات : 2601
مستواك : 1672
معدل اليومي :: : 34
تاريخ التسجيل: : 05/01/2010
العمر : 35
الموقع : تلمسان

تجسيد الاسطورة الفرعونية  في البالية المعاصر Empty
مُساهمةموضوع: تجسيد الاسطورة الفرعونية في البالية المعاصر   تجسيد الاسطورة الفرعونية  في البالية المعاصر I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 8:28 am

[b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/b]



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





بالإمكانتسمية هذا البحث مقتربا إلي طريقة نقدية في دراسة تجسيد الأسطورةالفرعونية في الباليه المعاصر. هذا المقترب يؤلف تجربة في النقد إنه منخلال الآراء المتواترة من وجهات نظر متباينة يقدم تعاريف ويوضح أشكالالطريقة جديدة نسبياً في معالجة الباليه هي في جملتها تركيز علي الأسطورةوالرمز. طبعا ليس هناك من مدرسة متميزة للأسطورة والرمز ولذا فإن علينا أننقر منذ البداية بأن معاني الكلمات الاساسية نفسها في مثل هذا النقدمتعددة ومتباينة فالأسطورة تشير أحياناً إلى أقاصيص الأقدمين وأحياناً إلىأشكال الإيمان المختلفة أو أم لها وظيفة الفن الخلاق أو الفن الرمزى.
الأسطورةتشمل النمط الأعلى ولكنها تتماشى أيضاً مع الليجورة. وعلى غرار ذلك أيضاًنجد أن معنى الرمز يتداخل أحياناً مع معانى مصطلحات اخرى مثلا قد يقال أنالرمز قد يربط بين عنصرين أو أكثر ولكن الكناية والأسطورة تفعلان ذلكأيضاً غير أن فى جوانب هذا البحث مهما كانت المصطلحات عناصر معينة متماسكةومنطقية فالتأكيد فيها قبل كل شىء هو على ازدواجية الفن أى أن المعطى فىاللغة والشكل ما هو إلا تجسيد لشىء أكثر لا ينص عليه كلياً أو لا يمكن أنينص عليه فإذا جاز لنا أن نبسط التعريف، قلنا أن الرمز يحوى إشارة حرفيةوكذلك مدى، أعظم منها بكثير من المعنى والتضمين والعاطفة، كلها غير مدون.
والرمزكثيراً ما يندمج فى النمط الأعلى أو التعبير عن موتيفات غريزية كونيةمختلفة أو انساق من السلوك والمعتقد الإنسانى تأتى مشحونة بزخم عاطفىبدائى.والأسطورة، التقليدية منها والمختلفة، هى الشكل القصصى لتلك الرموزالنمطية العليا التي تؤدي معا إلي كشف متماسك المعني عما يعرفه الإنسانوتؤمن به الأسطورة في إزدواجيتها رؤيا مهيأة: إنها توجد بلغة ماهو أعمق منكل شيء في ينابيع الشعور الإنساني وإدراكه وفي البحث التالي كله سنري أنالبحث النقدي هو عن ذلك الأمر الي رغم عدم تعيينه يوجد في ومن خلالهاويسبغ علي العمل الفني شكله الحي.
وفيهذا النقد ثانياً تأكيد علي الفعل الخلاق وبما أن الناقد هنا دائب عليأكتشاف المعني والتصميم الداخلي عن طريق القوي الأولية في الفعل الإنسانيفقد يجد نفسه مشاركاً أكبر في تشكيل رؤيا الفنان هذه المشاركة تفترض انالفن والنقد كليهما في "عملية مستمرة من الأبداع" ليس هناك من شقة بين قوةتكوين الشكل الخلاقة والقوة النقدية علي رؤية العالم الذي ينتمي إليه :"الرؤيا تلهم الفعل والفعل يحقق الرؤيا إنها "الحركة الخلاقة" في الأشكالالفنية كلها.
إنفي الفنون كلها طاقة علي التغيير والتجديد ومن واجبات النقد إدراك "المعنيالمتجدد دوما لكل عمل" كما أنه يري أن العمل الفني هو الذي يحرك فينا قويالإدراك تلك التي عن طريقها نعي عالمنا ونصنعه في آن واحد وهكذا فإنالتأمل في الهيكل الرمزي أو النمطي الأعلي أو الفعل الأسطوري في الفن قديرفع بوجه خاص الحواجز التي تقوم بين النقد والمبدع.
فيالبحث التالي سنري ناقدة تستقصي التفسير والتأويل كلا علي غراره من طريقمفهومي الأسطورة والرمز وتوضح بذلك حيوية وخطورة العملية النقدية حينتتوخي هذا الطريق في التغلغل إلي كونه العمل الفني.
من هنا تمثل الأسطورة كما هو معروف مصدراً من المصادر الملهمة لفن الباليه في الباليهات العديدة بدءا من "باليه الملكة الكوميدي".
فقدعرض "باليه الملكة الكوميدي" بفندق"بوريون" في باريس بفرنسا في العام1581.وسمي الباليه باسم"الكوميدي" وكانت تلك الكلمة تعني في ذلك الوقت صفه"درامي" وكان الباليه دراميا لأن أساس موضوعه مقتبس من الدب اليوناني"لهوميروس" واما الموسيقي فكانت "لدي بوليووسالموني" والشعر"للاشينييه"والإخراج (لبلنزار دي بوجواير) وقد اشترك في أداءه رجال من البلاط وكانالعرض يشمل الكلمة والموسيقي والغناء والمشاهد الدرامية وهوباليه"تسيرتسيا" وقد اختار (بالتازار دي بوجوايو) موضوعا أسطوريا يدور حولالبطلة التي تؤدي دور الساحرة تسيرتسيا.
ثمقدم "يوري جريجروفيتش" باليه "أسطورة حب" في العام 1961 في ليننجراد ثمعلي مسرح البولشوي في العام 1965جنبا إلي جنب مع موسيقي عارف ميليكوف كماعرضته فرقة نوفو سيربك واشترك بعض من طلبة معهد الباليه في أداء العرض.ويتكون الباليه من ثلاثة فصول ويدور حول إحدي الأساطير الشرقية القديمةالتي تتحدث عن ماء ساحر يبعث الحياة وهي قصة فرحات الذي استطاع ان يثقبالجبل بمعوله الحديدي لكي يحمل الماء إلي الناس ويصبح بذلك رمزاً للحبالكبير الذي يتعالي علي المصالح الشخصية وباليه جيزيل الذي قدم لأول مرةعام 1841.
يبينذلك بوضوح الصلة الوثيقة بين الأسطورة من جهة وفن الباليه من جهة أخري "فالأسطورة هي محاولة لفهم الكون بظواهره المتعددة وهي نتاج وليد الخيال"وقد تعبر الأسطورة عن قصة أو عن موضوع من خلال شخصيات ومواقف خيالية نخرجمنها بحكمه ما "كما تستخدم كلمة أسطورة أيضا للتعبير عن فكرة ما أو لتصويرحال البشرية في ماضي أو مستقبل خيالي تصويراً مثالياً".
وللأسطورة الفرعونية رونق خاص لما لهذه الحضارة من رونق وغموض يجذب إليها المبدعون من شتي التخصصات.
وحفلت الحضارة الفرعونية بالكثيرمن التقدم في شتي أنواع المعرفة في مجالات العلوم والآدب العديدة.
وتشهد علي ذلك البرديات التي وجدت في العديد من المقابر والمعابد حيث كان القدماء يدونون أدق تفاصيل حياتهم.
وعليالرغم من اجتهاد العلماء في فك شفرة رموز تلك البرديات والرسومات إلا أنهناك العديد من الأسرار التي لم تكتشف حتي الآن مثل أسرار التحنيط والتيتعتبر أكبر دليل علي عظمة وتقدم الحضارة الفرعونية والتي تعتبر من أعرقالحضارات علي وجه الأرض إن لم تكن أعرقها علي الأطلاق.
ويعتبرالقصص الفرعوني أرضا خصبة تنبت فيها شتي أنواع الفنون والآداب حتي الهمتالعديد من الأدباء والفنانين وكانت حافزا لهم علي تجسيد العديد من تلكالقصص واستلهامها في العديد من الأعمال الأدبية وفي مجال الفنون شهد عليسبيل المثال فن النحت علي عظمة الحضارة الفرعونية حيث امتد التاثر بتلكالأعمال إلي نحاتي القرن العشرين عامة والنحات محمود مختار خاصة. ويظهر فياعماله التأثر الواضح بالحضارة الفرعونية مثل تمثال نهضة مصر والذي يعتبرأعظم مثال علي نسب وأسس النحت عند الفراعنة.
وفيالمجال الموسيقي شهدت جدران المعابد العديد من الرسومات التي توضح الآلاتالموسيقية التي استخدمها الفراعنة القدماء والتي اقتبسها الغرب فيما بعدواعتمد عليها في تطوير الآلات الموسيقية الغربية المعروفة لدينا الآن مثلآلة الهارب وبعض آلات النفخ الخشبية وآلات الإيقاع مثل الدف الذي مازاليستخدم حتي الآن.
أمافي مجال الرقص فقد حفلت العديد من جدران المعابد بشتي أنواع الأشكالالحركية التي تكونت منها العديد من الرقصات في الآسر الفرعونية المتعددة:
"احتلالرقص مكانة كبيرة في حياة المصريين القدماء ولعب دوراً مهما في مجتمعهموهم لم يقبلوا عليه رغبة في اللهو أو التسلية أو الترفيه عن النفس فحسب بلاتخذوا منه سبيلاً لعبادة الخالق وامتنانهم بما انعم الله عليهم مننعم.كما لجئوا إليه عند وفاة عزيز لديهم ابتغاء إدخال السرور علي قلبالمتوفي وطرد الأرواح الشريرة التي قد تؤذيه".
وظلالرقص يحتل مكانة إجتماعية عالية في شتي مراحل التاريخ الفرعوني ففيالدولة القديمة رقص الرجال أيام الحصاد واعتاد الفلاحون الرقص في أثناءالاحتفال بتقديم المحصول إلي المعبود "مين"رب مدينة فط وقد وصفت الكتبوالمراجع القديمة العديدة للباحثين في التاريخ المصري القديم الرقصالفرعوني من خلال تحليل الأشكال الراقصة الواقعة علي جدران المعابدوالاستعانة بالبرديات التي وصفت شتي أنواع الرقص والمناسبات التي كانتتؤدي فيها تلك الرقصات مثل كتاب"مصر والحياة المصرية في العصور القديمة"للكاتب أدولف أرمان" قدم وصفاً دقيقاً لما كان عليه رقص الرجال في أعيادالحصاد إبان الدولة القديمة وقد تجردوا من ملابسهم فيما عدا الأحزمةويقدمون بحركات سريعة. وقد امسكوا في أيديهم عصيا يضربون بعضها بالبعضالأخر وهذا النوع من الرقص هو ما أخذ عنه رقص التحطيب في صعيد مصر فيمابعد.
وأما رقص النساء فقد نقلت النقوش داخل المعابد في الدولة القديمة الطابع الذي كان عليه رقص النساء في ذلك الوقت:
"تبدوتلك الرقصات في الرسوم القديمة هادئة ومهذبه إذ تخطو الراقصات الواحدةوراء الأخري خطوات بطيئة بحيث لا تكاد ترتفع أقدامهن عن الأرض مع تحريكأذرعهن ولم يكن الأمر يخلو من وقوف أخريات يصففن بالأيدي لضبط الإيقاع معوقع أقدام الراقصات كما كان الجنك والمزمار يؤلفان المصاحبة الموسيقية فيكثير من الأحيان".
وتنوعالرقص وأشكاله تبعاً لتنوع المناسبة.كما اختلفت الأزياء والحلي في الدولةالوسطي والحديثة عنها في الدولة القديمة فبينما صورت المعابد في الدولةالقديمة رقصات أعياد الحصاد سجلت مقابر الأسرة الرابعة رقصات للرجال أكثرتعقيداً حيث تكونت من العديد من المراحل. وظهرت فيها بعض الحركات الأكثرصعوبة من ذي قبل مثل الوقوف علي قدم واحدة. " وتسجل لنا مقابر بني حسنبعضا من تلك اللوحات الفنية ففي واحدة صورت فتاتان تمثل احداهما الملكوتمثل الأخري النباتات والأعشاب وهي تتمايل مع الريح".
ويبينذلك بوضوح انتقال الرقص في تلك المرحلة من مجرد تقديم الرقص للاحتفالبمناسبة معينة إلي اعتبار الرقص فناً يقدم فكرة أو مضموناً درامياً ولميظهر الرقص الاحترافي إلا إبان الدولة الحديثة:
"أضحتالراقصات في ذلك العصر أكثر رشاقة أصبحت الراقصات المحترفات في ذلك العصريرقصن في المآدب وفي الوقت نفسه يضبطن الأيقاع بقرع الدفوف ودق الصنوج فيحركة سريعة".
وقدزخرت العديد من المراجع العلمية القديمة بالعديد من الصور المنقولة عنالنقوش التي تعبر عن فن الرقص في مراحله المختلفة في الحضارة الفرعونيةمثل كتاب "النقوش في الدواة القديمة" للكاتبة لويزا كلبسي الذي احتوي عليمجموعة كاملة من صور الرقص في الدولتين القديمة والوسطي.
وكماكان للحضارة الفرعونية دور في تحفيز الباحثين علي الوصول إلي أدق الأسرارفي شتي مجالات الفنون والعلوم فقد كان للأسطورة الفرعونية دور مهم فيالهام العديد من الفنانين بالأعمال الفنية التي تجسد تلك الأسطورة.
وللأسطورةفي الحضارة الفرعونية أهمية لا تقل عن أهمية المقدسات ذاتها وعندما يجيءذكر الأسطورة في الحضارة الفرعونية فانه ينبغي أن نشير إلي الأسطورةالأشهرعلي الأطلاق في الحضارة الفرعونية القديمة وهي أسطورة إيزيسواوزيريس لما لهذه الأسطورة من قداسة وأهمية في التاريخ الفرعوني القديم"اسطورة ايزيس كغيرها من الأساطير القديمة تثير حولها جدلاً اذ يرجع أصلهاإلي ما يقرب من 7500ق.م وتناولتها العديد من المراجع العلمية واختلفتمصادرها ففي كتاب الرقص المصري القديم للكاتبة ايرينا ليكسوفا ورد ما يلي:
"انها قصة بوجه عام من القصص الذي أحبها المصريون وأمنوا به وهي علي الرغممما يكسوها من خيال وتصوير فأنها توضح لنا الكثير من معتقدات المصريينالقدماء وتتلخص القصة في أن آله الأرض وآله السماء كانا زوجين أنجبا منالبنيين اثنين هما اوزيريس وست ومن البنات اثنتين هما ايزيس ونفتيس. وأمااوزيريس فقد تزوج ايزيس ونودي به ملكا علي الأرض فحكم بالعدل وأحبهالناس.أما ست فقد تزوج من أخته نفتيس وكان شريراً امتلأ قلبه حسداً وحقداًفسولت له نفسه أن يدبر مؤامرة لقتل أخته وتمكن المتآمرون من وضع اوزيريسفي تابوت من الذهب وألقوه في النيل وساقه التيار للبحر المتوسط وحملتهأمواج البحر إلي فينيقيا"
وفي كتاب الشعب للباحث عبد القادر حمزة:
"إن الصندوق وصل إلي ثغربيبلوس علي سواحل سوريا ووقفت به الأمواج عند جزعشجرة فنمت حتي طوت الصندوق في جوفها ورآها بعد ذلك ملك المدينة فأعجبتهفنزعت من الأرض وأقيم جزعها عموداً في قصره".
ولماعلمت زوجته إيزيس حزنت حزناإ شديداً وأخذت تبحث عن جسد زوجها حتي وصلت إليببلوس وجلست بالقرب من ينبوع ماء تبكي ثم مرت بها مجموعة من الجواري فيخدمة الملكة فحيتهن برفق وعضت عليهن أن تضفر لهن شعورهن وان يمسح أجسادهنبمثل الرائحة الذكية التي تفوح منها. ولما فعلت عاد الجواري وسألتهنالملكة فأنباتها بنبأ تلك المرأة التي ضفرت شعرهن وطيبتهن فاستقدمتهاالملكة وجعلتها مربية لطفلها.
ولمااهتدت إيزيس إلي مكان جسد زوجها حملته معها إلي مصر حيث خبأته في أحراشالدلتا ولكن ست عثر عليه ومزقه وألقي بأجزائه في أقاليم مصر المختلفةواستقر الرأس في أبيدوس ولكن زوجته إيزيس وابنه حورس انتقما منالقاتل.وجمعا جثمانه ودفنوه في مكان واحد ليحج إليه الناس.وتم استرداد عرشالبلاد .ومن هنا نشأت العقيدة المسماة باسم "الأوزيريسية"، أي "عبادةأوزيريس".
وطبقاًلتفسير كتاب الشعب لهذه العقيدة فان عبادة أويريس أساسها الأول أن كلإنسان مسئول بعد الموت عن أعماله في الدنيا أمام محمكة إلهية يتولي القضاءفيه أوزيريس نفسه ويساعده فيها توت وآنوبيس وحوريس ومعات واثنان وأربعونقاضيا هم بعدد أقاليم مصر في ذلك الوقت.فإذا حكمت المحكمة بأنه أساء فيحياته فجزاءه أن يفترسه الوحش أو أن يلقي في النار. وقد راجت هذه العقيدةفي عصرى الدولة الوسطي والحديثة. وأصبحت المعتقدات والطقوس الخاصة بتلكالديانة تقدم في شكل مسرحية تمثيلية أعادوا فيها تصوير أوزيريس وبعثتهوانتصاره".
وسميتتلك المسرحية بمسرحية الآلام " وهي التي تستعيد فيها آلام أوزيريس. وتؤكدرجعته إلي الحياة من الأحداث الموسمية التي تمثل سنويا في أبو حيد وعينشمس وكل مدينة مصرية. وتبدأ بموكب يمثل انتصارات اوزيريس وقت حكمه لمصروتسبق الموكب الشارات الحربية للمعبود (اوقويس) وهو الإله الذي يرمز لهباين آوي. وكان من بين الطقوس أن تكون ثمة جماعة من الناس متحفزينللحيلولة دون سير الإله وكأنهم أعداء. وكانت عاقبتهم الضرب المبرح فإذا مادخل الركب معبد أبيدوس الكبير متنصراً أغلقت الأبواب وأقيمت في قدسالأقداس شعائر المسرحية الدينية. والفكرة الأولي في تلك المسرحية هى مقتلأوزيريس في قصره علي يد أخيه ست الذي يلقي بجثته بعد ذلك في النيل. وقدكان يقدم هذا الجزء من المسرحية في مكان مغلق ومقصوراً علي الكهنة ورجالالدين. ثم يقدم الجزء التالي علناً أمام الحاضرين.
عندماتعثر إيزيس علي جثة أوزيريس وتقوم بدفنها في حفل مهيب وتقوم إيزيس بالبحثعن ابنها للثأر لأبيه وتنشب معركة بينه وبين ست ويهزمه هزيمة منكرة تردبعدها الروح ثانية في أوزيريس ليبدأ حياة جديدة يودها السلام.
وقدأثرت الأسطورة في العديد من ثقافات الشعوب الذين قدموها ضمن أعمالهمالفنية مثل اليونانيين "حيث كان اليونانيون ينظرون إلي مصر وديانتها بعينالدهشة والإكبار ويرون في مدارسها ينابيع الحكمة ويجدون من الخير لهمولبلادهم أن يربطوا معبوداتهم بمعبوداتها وأساطيرهم بأساطيرهم. والأسطورةبشكل عام يدور محورها حول الصراع بين الخير والشر إلا...."إنالباحث في الأساطير يواجه منذ البداية موقفا قد يبدو متناقضا لأول وهلة.فهو يجد من ناحية إن الأسطورة قد تتضمن إحداثا وأفعالا متباينة بحيث لايكاد يستبين فيها أى نوع من المنطق أو حتي الأستمرار والأطراد. كما أنشخصيات الأسطورة قد تتشكل بأشكال كثيرة. وتجمع بين خصائص وصفات متباينة قدتتراوح بين الخير والشر".
ويتيحهذا التباين المجال للمبدع للتعبير عن رؤيته المتفردة وهو ما يجعل هناكاختلافا في الرؤية الفنية والتناول والعرض للفكرة الواحدة بأكثر من أسلوب.
وفيالباليه المعاصر تم تقديم باليه أوزيريس المقتبس من الأسطورة الفرعونيةالمعروفة والتي يدور محورها الأساسي حول الصراع الأبدي بين الخير والشر.أخرجت الفنانة الألمانية جونديل ابلينوس هذا العمل في العام 1981 لأول مرةفي القاهرة جنبا إلي جنب مع موسيقي جمال عبد الرحيم إلا انه لم يلق نجاحاًحيث استمدت الفنانة الألمانية الحركة من النقوش الفرعونية علي جدرانالمعابد.وأخذت الحركة طابع التماثيل المتحركة. كما لم يساعد التصميمالحركي علي نقل المفهوم الدرامي للباليه.
وفيالعام 1984 أعاد عبد المنعم كامل تجربة المؤلف الموسيقي نفسه من جديد.وقدم أول مرة عام 1984 علي مسرح الجلاء. وتكون العمل من ثلاث لوحات. ثمأعيد مرة أخري عام1986 إخراج جديد يتكون من خمسة مشاهد نتناولها بالتحليلوالدراسة في هذا البحث وذلك لتفرد هذه التجربة وأهميتها لعرض الباليهالمعاصر حيث تم تجسيد الأسطورة الفرعونية من خلال العناصر المعروفة لعرضالباليه وذلك في خمسة مشاهد. يبدأ المشهد الأول بتعريف المخرج للشخصياتالرئيسية للعرض وهي الملك اوزيريس، وزوجته إيزيس، وشقيقه الملك ست، وزوجتهتفتيس.
قسمالمصمم الشخصيات الأربع إلي قسمين طبقا لطابع منهما فبينما التصميم الحركيلإيزيس واوزيريس يتسم بالهدوء والرقة الموصية بالسلام والوادعة تتسم حركاتست ونفيتس بالعدوانية التي تنبيء بالشر والخيانة من خلال تصميمات حركيةسريعة وحادة.
المشهد الأول:
اعتمد علي رقصات ثنائية بين الشخصيات الرئيسية واعتمد الأداء لكل من شخصية إيزيس ونفيتس علي pointe بينما أفراد المجموعة من الراقصات علي Demi-pointeوفي نهاية المشهد تقوم الأربع شخصيات الرئيسية بأداء رقصة رباعية عليخلفية تشكيلات المجموعة المحيطة بايزيس تعبيراً عن مكانتها وحب الشعب لها.
وقدعبرت الموسيقي عن التناقض الواضح في الشخصيات من خلال تخصيص آلتي الهاربوالفلوت للتعبير عن شخصية اوزيريس وايزيس في ألحان انسيابية ووديعة بينماعبرت آلات الإيقاع العالية عن شخصية ست ونفتيس من خلال ألحان عالية وحادةتتسم بالعنف.
أماالديكور فقد اعتمد علي خلفية ثابتة بينما لعبت الأضاءة دوراً مهماً فيالإيحاء بالجو العام للمشهد من خلال الألوان المسلطة علي الستائر الخفيةالبيضاء حيث رسم عليها قرص الشمس تعبيرا عن جمال الطبيعة واهمية الشمس فيالحضارة الفرعونية القديمة إلي جانب بعض الرسومات الفرعونية المجردةباللون الازرق الزهري حيث تكامل هذا اللون مع الزي المميز لايزيس واوزيريس فقد كان هذا اللون مخصصا للملوك و الامراء في الحضارة الفرعونية .
ارتديكلا من ست ونفتيس ملابس برتقالية عليها بعض النقوش الفرعونية المجردة وقدراعي مصمم الازياء تناسب الملابس مع الحركة بحيث لا تعوقها فجاءت ملابسالراقصين عبارة عن تنورة فرعونية قصيرة عليها حزام مزين بنقوش فرعونيةورباط فرعوني خفيف للراس اما الراقصات فكان زيهم عبارة عن فساتين قصيرةتحمل نفس لون ملابس ايزيس ومفتوحة من الجانبين لكي لا تعوق الحركة مع شعرمستعار فرعوني اسود ورباط فرعوني للراس لونه ذهبي.
المشهد الثاني:
كانالمشهد الثاني عبارة عن لوحة سميت بذور الشر. ويبدأ المشهد برقصة ثنائيةتجسد الصراع النفسي والنيات الشريرة بداخل ست ونفتيس والأتفاق علي تدبيرمؤامرة للخلاص من اوزيريس. وقد عبر الراقصان في هذه اللوحة عن تلك الروحالشريرة من خلال الضغط المستمر بالقدمين علي الأرض واللفات والقفزاتوالرفعات المتتالية والتي تصل إلي الذروة من خلال الرقص المستمر في خطوطغير مستقيمة تلائم تلك الأنفعالات.
بينماأوحت الموسيقي بجو ينذر بالشر والترقب من طريق نغمة منخفضة منالوتريات.ويتصاعد اللحن نفسه في صورة هارمونية متنافرة ملائمة لهذا الجو.
المشهد الثالث:
أماالمشهد الثالث فقد سمي بالمؤامرة. وفي هذا المشهد فأنه طبقاً للمعالجةالمقدمة يتم قتل اوزيريس. ويوضح في صندوق ويلقي في النيل وقد تم استبدالالتابوت في الباليه بشكل هرمي من الراقصين وكما هو معروف رمز للمقبرة عندقدماء المصريين واعتمد التصميم الحركي في هذا المشهد علي التشكيلاتالجماعية للراقصين والراقصات في الشكل الهرمي في حركات موحدة للأيديوالأرجل. وتعطي إحساسا بالشر لتؤكد الأنطباع علي المؤامرة التي تحاك ضداوزيريس والحركة الموحدة للملوك الأربعة كل منهم في اتجاه مخالف للأخر ممايدل علي انعدام الحوار بينهم وينتهي المشهد بالتصميم الحركي المكون منايزيس واوزيريس بداخله وتزداد الحركات سرعة يحرض فيها أعوانه علي اغتيالاوزيريس وينتهي المشهد بطعن اوزيريس داخل الهرم.
وتميزتالحركة في هذا المشهد بتكتلات الراقصين واشتراكهم جميعا في اداء الحركاتالموحدة في اتجاه واحد في شكل تكوينات ضيقة ومتشابكة.وتميزت الموسيقي فيهذا المشهد بتكرار النغمات من آله الفاجوط والكورنو مع آلات النقرالإيقاعية العالية والتي توحي بجو التوتر والمؤامرة.
المشهد الرابع:
يبدأبعد ذلك المشهد الرابع في معسكر حورس وتظهر فيه ايزيس وهي تسترجع ذكريزوجها في رقصة منفردة ذات طابع حزين ثم ترفض الاستسلام وتبدأ مرحلة الصمودوالتحدي من خلال تحفيز ابنها حورس وهو شخصية تظهر لأول مرة في الباليهوغالباً ما يؤديها نفس الراقص المؤدي لدور اوزيريس ويدور حوار راقص بينايزيس وابنها حورس في رقصة ثنائية بينهما. تستحضر الرقصة روح زوجها ثمتفيق علي الواقع الأليم وتحدث ابنها علي كسب الأعوان والإعداد لقتالهمويظهر هنا التصميم الحركي المتكرر. يبدأ حورس بالحركة على خلفية عالية فىعمق المسرح ليكرر الراقصين من أعوانه نفس التصميم مرة أخرى. ثم يشتركالجميع فى أداء نفس التصميم الحركى الذى يتكون من مجموعة من حركات القفزالعالية ثم الانبطاح على الأرض لإعطاء الانطباع بالقوة ليدخل أعوان ست.وينقلب المسرح إلى ميدان للمعركة بين حورس وأعوانه من جانب وست وأعوانه فىالجانب الأخر ويؤدى الجميع نفس الحركات فى شكل متقابل ليقوم حورس بمبارزةست. وينتهى المشهد بمقتله وانتصار حورس. وأعطت الإضاءة المتغيرة الإحساسللمشاهد بجو المشهد. بدأ المشهد بإضاءة صفراء ساطعة. وتركزت الإضاءة فىأثناء القتال على حورس وست من خلال بقعتين من الضوء الأحمر متحركتين معإضاءة خافتة لباقى المسرح تتيح دخول وخروج المجموعة والتركيز على المبارزةالتى دارت بين حورس وست. وتبدأ الموسيقى فى هذا المشهد بلحن حزين للآلاتالوترية. ثم يتطور اللحن. ويتصاعد مع آلات النفخ النحاسية وآلات الإيقاعلتعبر عن النصر فى النهاية.
المشهد الخامس والختامى:
يعبرالمشهد الخامس والختامى عن الاحتفال بالنصر. ويبدأ المشهد بشكل ثابت لحورسوايزيس مستوحى من أحد النقوش الفرعونية فى المعابد ليدخل الراقصونالمشاركون فى الاحتفال بالنصر من جانب المسرح فى خطوات ثابتة ومتكررة التىيدخل الجميع إلى المسرح محيطين بحورس وايزيس لينتهى الباليه فى تشكيل هرمىمفتوح. وتقف ايزيس وحورس داخله مع إضاءة ساطعة ومبهرة. توحى بجو الفرحبالنصر. وعبرت عنه آلات النفخ النحاسية مع آلات أجراس الاحتفالات.
وفىالنهاية فإن تجربة تجسيد الأسطورة الفرعونية ناجحة وجديرة بالتكرار خاصةأن التاريخ الفرعونى حافل بالقصص الأدبى والأساطير وهى مادة غنية وملهمةللفنانين للتشجيع على تقديم هذا النوع من الأعمال فى فن الباليه فى مصر.
مراجع البحث:
1. ايرينا الكسوفا- الرقص المصرى القديم – ترجمة محمد جمال الدين مختار الدار المصرية للطباعة والنشر القاهرة 1961.
2. تشلدونتشينى – تاريخ المسرح فى ثلاثة ألاف سنة – ترجمة درينى خشبة – وزارةالثقافة والإرشاد القومى – المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمةوالطباعة – ص34.
3. سامية أسعد- الأسطورة فى الأدب الفرنسى المعاصر- عالم الفكر- المجلد السادس عشر – العدد الثالث القاهرة 1985.
4. عالم الفكر المجلد السادس – العدد الثالث- القاهرة 1985.
5. عبد القادر حمزة – كتاب الشعب – مطبعة الشعب – القاهرة.
6. د. علية عبد الرازق – من الأسطورة إلى فن الباليه – الفن المعاصر المجلد الثانى – العدد الأول – أكاديمية الفنون – القاهرة 1988.
7. د. عليه عبد الرازق – وسائل الاستفادة بالتراث لخلق وتطوير الباليه المصرى – رسالة دكتوراه – أكاديمية الفنون – القاهرة 1987.
8. نبيلة إبراهيم – إشكال التعبير فى الأدب الشعبى – دار نهضة مصر للطباعة والنشر – القاهرة 1974.
9. د. يحيى عبد التواب – فن الباليه والأدب – مجلة فصول – المجلد الخامس العددد الثانى – الهيئة المصرية للكتاب – القاهرة 1985.بقلم / د. نيفين الكيلانى المدرس بالمعهد العالى للنقد الفنى اكاديمية الفنون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تجسيد الاسطورة الفرعونية في البالية المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المدينة في الادب المعاصر
» الغموض في الشعر المعاصر
» موسوعة الادب الفلسطيني المعاصر
» الشعر المعاصر واشكاليات التذوق الجمالي
» الاسطورة في الشعر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: -,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸¤~°*¤ô§ô¤*~( مـــنــتديــات الــــــمــواد الـــدراســـيــة )~*¤ô§ô¤*°~¤,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸- :: منتدى مواد اللغة العربية-
انتقل الى: