أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
أهلاً وسهلاً
بحضورك أشرقت الدار
وبانضمامك الينا
سعدنا كثير وغمرتنا الفرحة
وكلنا شوق لاطلالتك علينا
كل يوم
بحضورك البهي
وما سيجود فيه قلمك
من همسات ومشاركات
فقد تهيئت قلوبنا قبل صفحات منتدانا
لاستقبال عبق حروفك
وبوح قلمك
وتقبل امنياتي بقضاء أجمل وأسعد الأوقات
وأكثرها فائدة لنا ولك
وأهلاً وسهلاً
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اللمة الجزائرية :: تعرف على الجزائر من أهلها جزائري : منتدى ثقافى ، سياحي ، تعليمي ، نقاشي ، تطويري ، برمجي ، رياضي ، ترفيهي ، سياسي متخصص بالشوؤن الأسرة.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولكل القونين المنتدى

 

 الاسطورة في الشعر والفكر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اميرة الورد
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
اميرة الورد


عدد المشركات : 2601
مستواك : 1672
معدل اليومي :: : 34
تاريخ التسجيل: : 05/01/2010
العمر : 35
الموقع : تلمسان

الاسطورة في الشعر والفكر Empty
مُساهمةموضوع: الاسطورة في الشعر والفكر   الاسطورة في الشعر والفكر I_icon_minitimeالجمعة ديسمبر 03, 2010 7:54 am

الأسطورة في الشعر والفكر



بقلم

د. محمد عبد الرحمن يونس



توظيفالأسطورة في النص الشعري العربي المعاصر مسألة في غاية الأهمية، فما منشاعر عربي معاصر معروف إلا ووظف الأسطورة في أعماله. أنها تشكل نظاما خاصاداخل بنية الخطاب الشعري العربي المعاصر، وقد يبدو هذا النظام عصياً علىالضبط والتحديد، وذلك لضبابية الرؤية المراد طرحها، ولكثافة الأسطورةنفسها، غموضا وتداخلا مع ظواهر أخرى وعندما نستحضر الأسطورة، فإننا نستحضرالتاريخ متداخلا مع الميثولوجيا والخرافة، ولذا فإنه يصعب علينا تلمسأوجهها كاملة، وذلك لتناصفها مع الحقول المعرفية الأخرى، التاريخيةوالميثولوجية والسحرية والخرافية. فهل الأسطورة هي الخرافة أم هي التاريخ،أم هي الفلكلور، أم هي جزء لا يتجزأ من اثنولوجيا وصفية، لا تزال بوصفهابنية معرفية عميقة تتعلق بمعتقدات الشعوب وروحانياتها وأعرافها وتقاليدها،تفعل فعلها في تاريخنا المعاصر؟ إنها مزيج من هذا وذاك، ومع ذلك تبقى عصيةعلى الضبط والتحديد، لأنها رؤية متنامية متشعبة في بنية الزمان التاريخي،والمكان الاثنوجرافي. وقليلون هم النقاد والباحثون الذين استطاعوا ضبطمصطلح الأسطورة ضبطا دقيقا، ولذا نلاحظ غموض النصوص النقدية التي تناولتهذا المصطلح، بحيث لا يعادل غموضها إلا غموض النص الإبداعي نفسه.

تصبح الأسطورة أحيانا تاريخا وخرافة، وتداخلها مع الخرافة يزيدها تعميةوغموضا، والتاريخ نفسه يصبح لدى جيل من الأجيال أسطورة، فشخصية الحلاجوشخصية الحسين بن علي، والمسيح بن مريم، شخصيات تاريخية لكن بعدهاالإنساني، ومدى تأثيرها في الفكر العربي لا يزال يفعل فعله بشكل أسطورييفوق حد التخيل.

وبغض النظر عن كون شخصيتي شهر زاد وشهريار من التاريخ أو الأسطورة فانهمايبقيان في بنيتهما العامة جزءاً من السحر والأسطورة والخرافة والتاريخ،والميثولوجيا والفكر والفن في آن. سيف بن ذي يزن، وضاح اليمن، بلقيس، عمروبن عامر مزيقا، شخصيات تاريخية يمنية أثرت في تاريخ اليمن لحقبة طويلة،ولا تزال تؤثر في بنية الحياة المعاصرة على مستوى الفن والأدب، فهي تشكلرؤية جمالية، وظفها الخطاب الشعري العربي المعاصر، وكذلك القصة والرواية،ولم يقتصر تأثيرها على أدباء ومثقفي اليمن، بل تجاوز هذا التأثير حدوداليمن الجغرافية ليشمل أدباء آخرين من لبنان وسوريا والعراق والخليج وتونسوالجزائر ومصر، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً. وتاريخياً كانت الأسطورة هيالملاذ الأول للإنسان للانتصار على خيباته ولتخطي فواجعه، وسياسيا كانتمحاولة لخلق بديل جديد، أكثر إشراقا وجمالا، أنها البؤرة التي يرى منهاالإنسان العربي النور والفرح، لأنها تشكل له حالة توازن نفسي مع محيطهومجتمعه، فبواسطتها تتم عملية الحلم والتخيل والاستذكار. وبالرغم منالتحليلات الاجتماعية والفكرية التي تؤكد أن اللجوء إلى الفكر الأسطوري هوهروب من مواجهة الواقع، وهو دعوة لسيادة الظلم، ودعوة إلى إلغاء العقل:"فالفكر الأسطوري القائم على أساس غيبي ـ لا عقلاني.. له منطقه المختلفتماماً عن منطق الفكر الموضوعي. والأسطورة المكونة لهذا الفكر تنزع دائماإلى إضفاء صفات قدسية غامضة على مواضيعها وأشيائها، وأشخاصها، ولا مشادةأن الأسطورة لها عمليا مستلزمات غيبية تستند إليها في الواقع، وتنعكسبواسطتها على المجتمع وعلى السلوك السياسي ـ الطبقي فيه. فالوسائلالمتولدة من جراء الأسطورة أو المولدة لبعضها، تتحول في المجتمع إلى أدواتإضافية للسيطرة ـ ملكية طبقة محددة لوسائل الممارسة الأسطورية، إذا جازالتعبير والافتراض" وهو تكريس للعبودية الاجتماعية التي تعتمد عليهاالطبقات السياسية ضمانا لاستمرار سلطتها، فـ "الفكر الأسطوري إذ يقدمللإنسان مثالاً عن إرادة القوة الغيبية، يضعه في نفس الوقت في وضع "العبد"المندهش، المرتعب من سلطان هذه القوة، التي يزعم المستبدون إنهم يمثلونهاأو ينطقون باسمها.

بالرغم من هذه التحليلات، فإن الأسطورة من حيث كونها فكرا وفنا وتاريخا،فإنها تشكل خطابا يمكن أن يقال عنه انه أدبي يتناص مع التاريخوالميثولوجيا. وما يجعل الأسطورة خطابا أدبيا قدرتها على توسيع آفاقالمخيلة عن طريق الحلم والتخيل، وما الأدب في بنيته العميقة إلا نظام رمزيقادر على الإيحاء والتأويل، ومن ثم كشف اللا إنساني واللا أخلاقي في رؤيةالمجتمعات البشرية ونظام قيمها، وإذا قلنا انه كلما تراجع المجتمع حضارياوثقافيا، وبقي مغلفا بالغيبيات والشعوذات والسحر، زادت أساطيره وخرافاته،فإن ذلك لا يعني التقليل من شأن الأسطورة لأنها تبقى عنصراً بنائياً مكوناللفكر الإنساني. ينمو الفكر الإنساني ويتحرر، ويزداد عقلانية مع تطورالمعارف والعلوم، لكن ذلك لا يمنع عنه حالة الحلم والتخيل، والأسطورة فيأهم خصائصها إنها رؤية حلمية تخيلية. وترافق الأسطورة الإنسان في حلهوترحاله باعتبارها رمزاً مضيئاً وأصيلا، وقد تتعدد مستويات هذا الزمن منحيث الإضاءة والعتمة، لكنه يبقى على صلة قوية بصيرورة التاريخ وتشكلطبقاته الاجتماعية. وتبقى الأسطورة في المجتمعات المتخلفة حلاً جمالياًلرفض حالات الاستلاب والخيبة التي يمر بها إنسان هذه المجتمعات، أما فيالمجتمعات المتقدمة حضاريا وتكنولوجيا، المتراجعة على مستوى العلاقاتالاجتماعية بشرطها الإنساني، فأنها "مرض من أمراض اللغة" على حد تعبيرماكس مولر، وهي في آن مرض من أمراض لوثات العصر بتعقيداته، وما تفرزهالحضارة المتقدمة صناعيا من استلاب وتشيؤ. إننا إذ نستحضر الأسطورة فيوقتنا الراهن، حيث الهزائم على المستويات كافة، فإن نزعة نوستالجية تتأججفي أعماقنا نحو الماضي، ونحو المجهول، ونحو عوالم بكر لم تستكشف بعد،وتزداد هذه النزعة من خيباتنا المتلاحقة في ظل أنظمتنا الاجتماعية. أن عصرتوليد الأساطير قابل لان يمتد حاضرا ومستقبلا. من منا لم يعجب بأسطورةجلجامش وانكيدو الملحمية؟. وتوق جلجامش وانكيدو المطلق للدفاع عن قضاياالإنسانية. ومن منا لم يعجب بتصميم جلجامش على قطع غابات العالم وبحارهللبحث عن النبتة المقدسة التي تعطيه هو وقومه في أوروك سر الخلود الأبدي؟.وكم كان محزناً حينما سرقت الأفعى النبتة المقدسة التي حصل عليها. استحضارللبطولة الغائبة أن اللجوء إلى الأسطورة في الفكر العربي المعاصر هواستحضار للبطولة الغائبة، وحنين لها، وعندما نستدعي البطل الأسطوريوالتاريخي عبر زمن القصيدة وشفافيتها، فإن توقاً شديداً ليدفعنا إلى تمثلحالات هذا البطل عله يكون المفدي والمخلص، والشعلة التي تنير لنا طريقامظلما. إن توليد الأسطورة وتشكيلها وإعادة صياغتها عملية جمالية تهدفللبحث عن عالم فسيح جميل، لم تقتله بعد الشعارات الإيديولوجية، لكن العصرالذي شكلها ويشكلها ليس عصراً مضيئاً، فهي تولد لتمنع زحف ظلامه علىالمستوى التخيلي والتأملي. ما من شاعر عربي مبدع إلا ولاقى الظلموالمهانة، مما كسر شموخه الإنساني وشرده، فلجأ إلى الحلم والتخيل واستخدمالرموز الأسطورية المضيئة والموحية. وقبل أن يكون توظيف الأسطورة عودة إلىالتاريخ والميثولوجيا فإنه رؤية تستمد مكوناتها من الواقع واتجاهات هذاالواقع ورؤاه، فالتاريخ والميثولوجيا والواقع كلها مكونات للفكر الأسطوري،وما من شاعر عربي مبدع إلا وعانى من اغتيال هذا الواقع لأحلامه وفرحهوكبرياء قصيدته. فكان اللجوء إلى الأسطورة رفضاً لهذا الواقع، وبالتاليكان استخدام الرمز الأسطوري المكثف الدلالة، بعيد الإيحاء، هروباً وخوفاًمن سلطة هذا الواقع، كان الشاعر العربي يرتحل ويحمل همه وهم قصيدته،ورموزه الأسطورية، واني حل كان ينشد الفرح والحرية عبر دلالات هذه الرموز،فخليل حاوي ذهب إلى لندن وكتب أجمل قصائده "السندباد في رحلته الثامنة"،وبدر شاكر السياب حمل "ادونيسه" المضرج بدمائه منتقلا من مشافي بيروت إلىلندن ثم الكويت، وعبد الوهاب البياتي حمل "حلاجه" وسيزيفه عبر رحلاته منبغداد إلى بيروت إلى مدريد، وعبد العزيز المقالح أنارت له رموز بلاده: سيفبن ذي يزن، وضاح اليمن، بلقيس، منية النفوس، طريفة، عاقصة، عروض، لياليهالمظلمة عندما كان غريبا خارج بلاده. حينما ترافق الأسطورة التكوين البشريمنذ الأزل حتى اقرب العصور، فان ثمة وضعاً إنسانيا مستلباً بحاجة إلىتشكيلها وإبداعها، واللوذ بها، وتواتر الأسطورة وتناقلها عبر مثاقفةحضارية بين الأمم والحضارات قديماً وحديثاً، لدليل حي على قدرتها علىالنفاذ إلى أعماق الرؤية المعاصرة، باعتبار هذه الرؤية نسقاً عصياً علىالتحديد الزماني والمكاني، إنها ممتدة من الماضي إلى الحاضر.

إن بنية الخطاب الشعري المعاصر لا تعني الانقطاع عن التراث والأساطير فقداثر التراث في تشكيل هذه البنية ولا يزال يؤثر بدرجات متفاوتة من شاعر إلىآخر. وبالرغم من ادعاء البعض على مستوى التنظير، بأن اللجوء إلى التراثليس فعلا إبداعيا، إلا أن ذلك لم يمنعه من الرجوع إلى الموروث بشتىتوجهاته، ومع ذلك فان العودة إلى التراث لا تعني هيمنة الرؤية التراثيةعلى الرؤية المعاصرة، بل لقد استطاع الشاعر أن ينطلق من البنية التراثيةنفسها ليشكل بديلاً منها ويتجاوزها، وصارت الحكاية الأسطورية والخرافيةعند الأدباء المعاصرين "ترد إلى عناصرها وكثيرا ما تضاف إليها عناصر جديدةتتواصل مع العناصر التقليدية، ثم يعاد تركيبها جميعا في شكل يشع ضوءاًجديداً على الحكاية نفسها، فإذا هي قد تحولت إلى شكل جديد ومغزى جديد،نابعين من الرؤية الفنية والفكرية للكاتب، تلك الرؤية التي تعتمد علىثقافته وعلى قدرته على تحليل مجتمعه والكشف عما في هذا المجتمع من مشاكلإنسانية أو سياسية أو اجتماعية". صار التراث في القصيدة العربية المعاصرةجزءا من رؤية جمالية، بعد أن تعامل معه الشعراء المعاصرون وفقاً لمنظورإنساني وحضاري، إذ أن كثيرا من الرموز التراثية قادرة على الاستمرار فينسق الواقع المعاصر، وتغييره بفعل بعدها التاريخي ودلالة هذا البعد علىالمستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي، ومع ذلك فالشعر المعاصر ليس وليداللرؤية التراثية، بالرغم من الاستفادة من مكونات هذه الرؤية، لأن له شرطهالتاريخي والحضاري وامتداد هذا الشرط داخل بنية الحياة المعاصرة، بتشعبهاوتناميها، وفرحها وفواجعها في آن. الرؤية التراثية خيط شفيف يربطنابالتاريخي والأسطوري والمعاصر والعقلاني، قد ينقطع الخيط وقد يمتد، ولايعني انقطاعه فشلاً في الرؤية العربية المعاصرة. الرؤية التراثية إضاءةلزمن القصيدة، إنها رؤية تستنفر بعدا جماليا، ومع ذلك نستطيع تشكيل رؤيةبديلة عنها، وهي الرؤية للعالم ViSion Do Monde بتحديدات لوسيان جولدمانلمفهوم الرؤية، وتتجلى أهمية هذه الرؤية بامتدادها ماضياً وحاضراًومستقبلاً، وبقدرتها على التعامل مع مكونات الأجناس الأدبية كافة.

تفكيك بنيات العالم أن مهمة الرؤية الحديثة إحداث الجديد في الأنظمةالقوالبية الموروثة: في الشكل الشعري، في القافية، في الوزن، وفيالموسيقى، وبالتالي في المضمون نفسه، ولها دورها في تشكيل شعر جديد خصبومتنام، من أهم ميزاته انه لا يخضع للتحقيب التاريخي، والتأطير الزمني،باعتباره شعراً منفتحاً على كل أشكال التطور الاقتصادي والثقافيوالاجتماعي، وعلى كل الزوايا المضيئة في كل العصور.

ولذا فالقصيدة العربية المعاصرة من خلال هذه الرؤية الحديثة تعمل علىتفكيك بنيات العالم العربي المعاصر وكثيراً من قيمه الزائفة، وتعري بنياتهالهشة، ومن ثم تعيد صياغته وفق حركية ترفض الثبات والجمود، وتشيد عالماًمفتوحاً على الصيرورة التاريخية، والسيرورة الزمنية في آن، ولا اقصد بذلكتبني هذه القصيدة لخطابات الايدولوجيا، وفرزها السياسي، واشكاليتهاالمعرفية في بنية المجتمع. الإبداع لأجل الإبداع، والفن لأجل الفن،ظاهرتان أدخلت عليهما الرؤية المعاصرة مفاهيم جديدة، فالإبداع وجماليةالفن مضافا اليهما حركية التغيير والهدم تأسيساً للبناء الجديد، ولا قيمةللترف الشكلي والزخرفي والإغراق في الحلم، والهذيانات السريالية، إلا إذاكان الهدف من ذلك تأسيس رؤية إنسانية قادرة على إدانة المظاهر السلبية فيبنية الحياة العامة، و"قد ساعد فتح الأبواب أمام الإبداع الشعري الجديدعلى وجود هذه التيارات وتعددها داخل حركة الشعر الجديد، ونشأ عن ذلكاجتهادات وتيارات منحرفة لا تنشر سوى هذيان لا علاقة له بالشعر أو الفنولا علاقة له بالتجديد أو الابتكار وخطر هذه التيارات المنحرفة إنها تدفعنحو اللامبالاة اللغوية ونحو اللامبالاة العقلية.

ولم يكن طغيان الهذيان في الخطاب الشعري العربي المعاصر إلا تعبيراً عنفشل إنساني عام، مستمد بالدرجة الأولى من بنيات المجتمع القاتمة، وتراجعهذا المجتمع وهزائمه، وبغض النظر عن كون الهذيان ظاهرة مرضية ـ بفتح الميموالراء ـ في الشعر العربي المعاصر، إلا انه يستمد كثيراً من مكوناته منبنية الأسطورة والخرافة والتفكير الميثولوجي، لان الهذيانات الشعرية كثيراما ترتبط بامتداد الأسطورة معرفيا وزمنيا، وحينما يتداخل الهذيان مع الحلموالأسطورة، والإيحاءات السريالية، تنشأ ظاهرتان شعريتان هما الغموضوالإبهام. فالتداخل العشوائي اللامنظم المضطرب والمتوتر يشكل حالة منالإبهام التي يستحيل فك طلاسمها، واكتشاف ما وراء ضبابية هذه الطلاسم، أماالتداخل الجمالي الرؤيوي، فإنه يشكل حالة شفيفة من الغموض الموحي والمرمز،وعموماً ترتبط هذه الحالة بالذاتي والموضوعي من حياة الإنسان داخل حقلهالثقافي والمعرفي، ووسطه الاجتماعي والإنساني. ويشكل الحلم بالنسبة لكثيرمن المبدعين مفتاحاً للرؤية الشعرية، انه أساس الفعل الشعري، وجوهرالعملية الإبداعية بالنسبة إليهم، وهنا يشترك الحلم مع الأسطورة في كونهاعملية تخيلية تتخطى حدود الواقع الممكن إلى لفق أكثر رحابة في بنية الفضاءالمكاني والزماني، يقول الشاعر انسي الحاج: "خلافا للأكثرية أنا أؤمنبالحلم، من لا يحلم لا يفعل، الحلم يسبق الفعل، كما يسبق الغيم المطر...الحلم جوهر غير انه وجود... والحلم هو العقل والروح والخيال. انه الفردوسالممكن... الحلم أولاً، الحلم فوق الجميع، الحلم الذي هو محرض الواقعوروحه وعقله وعصبه، الحلم الذي هو المستقبل، الحلم الذي هو... الشاعربدوره تجريباً شعرياً، تبدو أهميته في إبداع المتميز المتنامي والمعاصر،وما "من شاعر عظيم أو روائي عظيم إلا وقد أضاف من خلال التجريب بعدا جديداإلى الفن الشعري والروائي، واثبت انه غير خاضع وغير مستسلم لكل المواصفاتالسائدة والمألوفة. التجريب إذا ومحاولة الإضافة نزعة صحية وضرورية في كلفنان أصيل وفي كل كاتب موهوب، وفي كل شاعر يريد أن يضيف إلى التراث ولايكرره أو يقلده". أن استخدام الأسطورة والرمز والتاريخ في الخطاب الشعريالعربي المعاصر نوع من التجريب الجمالي، قبل أن يكون عودة إلى التراث،والتأكيد على حضوره، وهذا التجريب في بنيته العميقة ينبغي أن يؤكد مكانةالإنسان ودوره الحضاري، ويستحضر أدق مشاعره الإنسانية، "فالأشكال الفنيةليست أشكالا فارغة، وانما تقوم بوظيفة خاصة في تنمية خبرة الإنسان، وفيتنظيم هذه الخبرة، كما تؤدي دوراً أساسياً في بناء عالم الإنسان، وفيتحقيق ما يصبو إليه الإنسان من معنى لحياته ولعالمه". وكل تجريب جماليمبدع ينبغي أن يكون إنسانيا، ولا قيمة لتجريب على مستوى الشكل الشعريومضمونه إذا اقتصر على الظاهرة الشكلية والسطحية. أن التجريب على مستوىبنية الشكل الجمالي، وإضافة الظواهر الجمالية والمغايرة إلى هذا الشكل أمرضروري، لكنه ليس كافياً لتحقق طرفي العملية الإبداعية، فالعملية الإبداعيةفكر وفن ونزعة إنسانية وأخلاقية، تعمل على تأسيس أدب إنساني يرفع الإنسانراية وهدفاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاسطورة في الشعر والفكر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاسطورة في الشعر
» المسرح يجسد المعنى المفقود في الاسطورة
» تجسيد الاسطورة الفرعونية في البالية المعاصر
» ان من الشعر لحكمة
» الغموض في الشعر المعاصر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: -,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸¤~°*¤ô§ô¤*~( مـــنــتديــات الــــــمــواد الـــدراســـيــة )~*¤ô§ô¤*°~¤,.-~*'¨¯¨'*·~-.¸- :: منتدى مواد اللغة العربية-
انتقل الى: