زهرة الوادي

أنا زهرة الوادي أتسمعون أيها الحضور هذا همسي ورجائي



انابرعم قد نمى في
عالم قد أرهقه العداء بين السبابة والإبهام



أتصغون لصرختي
المكتومة في داخلي بفعل خوفي من الآتي



أتعرفون لي حلا هل لكم بحالتي علم ؟؟؟؟



يا زهرة الوادي السحيق لطفا أن تقصي علينا ما بكي قد حل؟
ولما نغمة الحزن لكي تملكت ؟



ياسائلا عن حالتي ومستفهما لما نظرتي المرهقة لأمور قد
وجدت بها



ولست عنها استطيع أن أنسى



في وقت قد مضى كانت هناك جنة بالأرض كما يقال في أبيات
وقصائد الشعراء



في هذا المكان القاحل قد كانت الخضرة تطل من كل جانب والأشجار
بعلوها تعاند الأزهار تحاول استفزازها لتصل حد علوها لتزين سماء الوادي



ولازلت أرى تلك الأطيار من بلابل وكروان تنشد فيما بينها سنفونية لحن الوجود بعزف على أوراق القصب ونغمات



أشجار الخيزران



آه وألف آه بين
ماكان وما مرت به هذه الجنة من مفترقات



كيف هذا سؤال وجه من أحد السامعين الكل ينصت بإمعان
وصخور المكان تشهد على بوح الزهرة وتتنهد تنهد



الذي فقد وحن إلى الماضي القريب البعيد



تحاول المتحدثة استجماع الكلمات والألم بها قد استحكم



ياسادة يا حضور أيا سكان المكان رأيت ماحل بجنتنا
الخضراء بعد قدوم الأغراب كيف نسميهم وقد خانوا عهدا قد حاولوا أن يختبئوا خلفه
أمنا وسلاما قالوا أنهم يحملون لكن تحت
تلك العيون المدعية الوداعة
والحاملة لشعار حماة الأرض بلا حدود



فتحنا لهم باب حديقتنا
وجعلنا لهم في بيتنا مسكنا



أحس بضيق يخنق فضفضتي وان أنفاسي مني تسحب فيا لألمي وقلة حيلتي أمام خراب بنا قد سلط



في بادئ الأمر أيها المنصتون كان كما الحمل الوحيد المسالم يقف بجانبنا يحرص على كل
صغيرة وكبيرة من تحركاتنا بحجة أنها أمور روتينية
ولننعم نحن بالهدوء والسكينة ونتمتع بجمال وخيرات أرضنا بلا آن تدعسنا الأيام
بأمر من الزمن



هكذا كانت أول
علامات تخديرنا وما اخذوا وقتا طويلا حتى
تملكنا الكسل وأصبحنا على سواعدهم هم نعول ونحن كما العاجزين أو كما يجب القول
متكلين على ما يقدموه لنا من رفاهيات الحياة ونحن أعجبنا الخمول والأكل بلا أن نحرك
ساكنا



للسعي كما
الماضي القريب وهنا كانت بداية تغير
الحال فالعارفين بأرضنا والملمين بخيراتها هم الغرباء تحول الوادي الأخضر إلى
مصنع ومقلع للحجارة وللذهب وأصبحت أشجاره
وسائل ومواد لصناعات قد انشؤها في أرضهم الأم فما كنا غير مصدر



للتزود بوقود تجارتهم
ورخائهم الفعلي وماهي إلا سنين قليلة حتى تحول البيت السعيد إلى كومة من
خراب وهجره سكانه والأغراب



أنـا الآن كما أحجار الوادي القديم ليس لنا غير الأنين على مافقدناه من رفقة وأهل



من استهزائنا
بعواقب تسليمنا زمام أمورنا إلى الأغراب
دعوني ابكي وأنوح فهذا اقل شيء استحقه
لكن لكم ياسامعين أن تكونوا لأرضكم مالكين ولا تسمحوا للنازحين أن يدوسوها
بنعل المفسدين تروننا نحن اليوم نحاول أن نسترجع حقا قد منحناه بغفلة من
وعينا


هذا هو القول الصحيح